لمواجهة جرائم الشرف.. إجراءات بريطانية مشددة لحماية النساء من العنف الأسري
لمواجهة جرائم الشرف.. إجراءات بريطانية مشددة لحماية النساء من العنف الأسري
أعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، عن حزمة تدابير جديدة تهدف إلى تعزيز الوقاية من جرائم الشرف ومكافحتها، بعد سلسلة من الحوادث المروعة التي هزت المجتمع وأثارت جدلا واسعا حول سبل حماية النساء والفتيات، وتشمل هذه الإجراءات تعريفا قانونيا جديدا للجرائم المرتكبة تحت ذريعة الشرف، وتدريبا متخصصا لمختلف القطاعات، إلى جانب إطلاق حملة توعية وطنية.
جرائم الشرف، كما تعرفها منظمات حقوقية، هي أشكال متعددة من العنف ضد النساء والفتيات، تمارس عادة من قبل أفراد من الأسرة بدعوى حماية ما يعتبرونه قواعد الشرف التقليدية، وتشمل هذه الانتهاكات القتل والزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
العنف في الخفاء
قالت وزارة الداخلية البريطانية، في بيان، إن هذه الجرائم ظلت لفترة طويلة بعيدة عن الضوء، وغالبا ما جرى التعامل معها باعتبارها مشكلات خاصة داخل المجتمعات، رغم أنها تشمل جرائم قتل وتشويه وزواجا قسريا، وأضافت الوزارة أن استمرار وقوعها يمزق النسيج الاجتماعي ويحرم الضحايا من العدالة.
تدريب وحملات توعية
تتضمن الخطة الحكومية الجديدة برامج تدريبية محددة للمعلمين ومسؤولي إنفاذ القانون والأخصائيين الاجتماعيين في بريطانيا، لمساعدتهم على رصد هذه الجرائم والتعامل مع ضحاياها بفاعلية، كما تشمل حملة توعية واسعة النطاق تهدف إلى تمكين الضحايا من الإبلاغ والتعبير عن معاناتهم دون خوف من الانتقام.
تعمل الحكومة على وضع تعريف قانوني خاص بجرائم الشرف، يعكس طبيعتها المميزة وظروفها الخاصة، ورغم أن وزارة الداخلية لم تحدد بعد ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تشديد العقوبات عبر جعله ظرفا مشددا، فإن هذه الخطوة تمثل تحولا قانونيا مهما قد يسهم في زيادة فعالية الملاحقات القضائية.
ترحيب جمعيات حقوقية
أشادت منظمات المجتمع المدني في بريطانيا، ومنها جمعية كارما نيرفانا و22 جمعية خيرية أخرى، بهذه التدابير باعتبارها بداية نحو التغيير، وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر إن الحكومة ستستخدم كل الوسائل المتاحة لتقديم الجناة للعدالة وحماية الضحايا.
قصص مؤلمة خلف الأرقام
من بين القضايا التي هزت المجتمع البريطاني خلال السنوات الأخيرة جريمة قتل فوزية جاويد عام 2021، والتي كانت تخطط لرفع دعوى طلاق قبل أن تلقى حتفها على يد زوجها، وقالت والدتها ياسمين جاويد إن وضع تعريف قانوني لجرائم الشرف استجابة مهمة لمطالب الأسر التي فقدت أبناءها، معبرة عن أملها في أن يسهم ذلك في إنقاذ المزيد من الأرواح.
بحسب بيانات وزارة الداخلية، سجلت إنجلترا وويلز خلال السنوات الأخيرة نحو 2755 جريمة مرتبطة بما يعرف بجرائم الشرف، وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبدو محدودة مقارنة بمجموع الجرائم، فإن خبراء يرون أنها لا تعكس الحجم الحقيقي للظاهرة بسبب خوف الضحايا من التبليغ أو الضغوط المجتمعية التي تحيط بهم، ويؤكد مختصون في قضايا المرأة أن استمرار هذه الجرائم يبرز تحديا مزدوجا، يتمثل في مواجهة ثقافات تقليدية مغلقة من جهة، وضمان وصول الضحايا إلى الحماية والعدالة من جهة أخرى.